صناعة الشعيرية

صناعة الشعيرية
قبل انشاء معامل ومصانع المعكرونة والشعيرية ؟ كانت هناك طريقة متبعة لصاعنة الشعيرية في الريف السوري وهنا اخص قريتي ام حوش ناحية مارع بالضبط
حيث كانت تجري في ايام الشتاء بشكل عام حيث يقل العمل من حصاد ودراس وشغل الارض الكثير وخاصة منذ اربعين عاما حيث كانت الاعمال الزراعية كثيرة جدا ولا فراغ الا ايام الشتاء
فيبدأ العمل باحضار الطحين المنتج من ارض القرية والمطحونة في مطحنة اما مارع او احرص او العيون وكان هناك ايضا مطحنة خلف سد الشهباء مباشرة
وهنا احب ان اذكر لكم كثيرا من الاحيان لما يذهب الرجل او ابنه للطاحون لا يملك نقود اجرة الطحن فياخذ صاحب الطاحون قمح بدل اجرة الطحن
وبعد احضار الطحين ويتم عجنه في اناء يسمى (( طشت )) اناء كبير يذهب به الى بيت الجيران او ياتي الجيران الى عند صاحبة الشعيرية
من اجل تجمع عدد من البنات والنساء للعمل (( كانت الناس قليلة )) ويبدأ العمل على الشكل التالي
تقسم النساء الى مجموعات
قسم منهن يقمن بتقطيع العجين وجعله على شكل احبال وترميه على صينية امام بقيه النساء
ويضعن عليه دقيق (( طحين )) حتى لا يلزق ببعضه
اما البقية فتقوم بمسك خيوط العجين باصابعها الابهام والشاهدة باليد اليسرى واليد اليمنى بنفس الاصابع تقوم بقطع حوالي 2سم بطريقة فتله نحو اليمين هكذا الى ان تمتلأ الصينية الاولى
ثم الثانية وهكذا وبعد قليل تحرك قليلا حتى لا تلصق ببعضها
وهذا العمل يتكرر لكل اسرة حوالي ثلاثة ايام
هذه الايام الثلاث تكون الشعيرية مؤونة السنة قد تمت وتحرك كل يوم
ولما تنتهي تقوم صاحبة الشعيرية بتحميص الشعيرية بواسطة الصاج حيث توضع الشعيرية به وتحمص على النار بدون اضافة أي شيئ لها
طبعا التحميص هو من اجل حفظها حتى لا تنتهي وتتخرب
وتوضع في كيس او جرة او نحوه وعلى فكرة كانت تستهلك بكثرة هي والبرغل
حيث كانت كل اسرة تعمل برغل كيسين كبيرين
السبب هو انها المادة الاساسية للطعام كانت ذلك الزمان بسبب قلة المواد الاخرى وقلة المال
اما الان فنحن بالف خير
حيث توفر كل شيء وفي كل مكان
فحمدا لله على عطاه

وبارك الله بكم