مقتل عضو مجلس شعب سابق وزوجته في عملية سطو مسلح في حلب

**محمدابراهيم** الأحد مارس 29, 2009 1:02 pm

[size=24]قتل عضو مجلس الشعب السابق المهندس " محمد ظافر كيالي " , كما قتلت زوجته إثر اقتحام عصابة مسلحة لمنزلهم في حي " الشهباء الجديدة " أمام جامع " الغزالي " بحلب في وقت مبكر من مساء أمس الاثنين .

وقام أفراد العصابة ( وهما شخصين ) بقتل " كيالي " البالغ من العمر 64 عاماً وزوجته "أميرة مصري " البالغة من العمر 62 عاماً " بدم بارد " في الساعة الثامنة والنصف مساء ، حيث قاما بسرقة 3 كغ من الذهب تملكها الزوجة ، قبل أن يهربا من المنزل تاركين خلفهم جثتين هامدتين .

تفاصيل الجريمة .. قتلوا الزوجين بدم بارد والمسروقات 3 كغ من الذهب

وقال مصدر مطلع على التحقيقات ان منفذي العملية هما شخصان استطاعت إحدى بنات الجيران رؤيتهما عبر كاميرا المراقبة ، إلا أن الكاميرا لا تسجل الأحداث .

وتابع المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه " قرع الشابين جهاز الانترفون الخاص بالجيران بحجة انهما أخطأا وأنهما يريدان زيارة الجار ( كيالي) فقامت ابنة الجيران بفتح الباب بعد ان رأت وجههما ".

واضاف " وبينت التحقيقات ان المغدور ( كيالي) فتح الباب حيث قام أحد أفراد العصابة بإطلاق النار باتجاه رأسه فأرداه قتيلاً ، واقتحم الشخصان المنزل ، وقاما بإجبار الزوجة على ان تدلهم على مكان وجود الذهب ، حيث قاما بسرقة الذهب والذي يبلغ وزنه 3 كغ ، وبعدها قاما بجر الزوجة إلى جوار زوجها وأطلقا عيارين ناريين في صدر الزوجة ".

واستطرد " في هذه الأثناء كان ابن المغدورين يتصل بوالدته عبر الموبايل وكان أحد أفراد العصابة يقوم برفض المكالمة ، فاتصل الابن عبر الهاتف الأرضي ، إلا ان أفراد العصابة قامو بقطع خط الهاتف الأرضي ، فثارت الشكوك لدى الابن الذي حضر على الفور ، وعندما وصل كان افراد العصابة في الداخل ، وسمع الابن صوت عنين أمه ، ولكنه لم يتمكن من الدخول إلى المنزل ، فاتجه إلى بيت شقيقه القريب لإحضار مفتاح للباب ".

وتابع المصدر لـ عكس السير " كما بينت التحقيقات ان أفراد العصابة خرجا إلى شرفة المنزل في الوقت الذي كان فيه الابن يقرع الجرس ، وكان أحد أفراد العصابة يدخن حيث ترك خلفه عقب سيجارة في الشرفة ، وخرج أفراد العصابة بعد ان تأكدا من خروج الابن من المبنى ".

وعندما عاد الابن بالمفتاح فوجئ بوالديه يسبحان ببركة من الدماء ، وعلم عكس السير ان العيار الذي اخترق رأس المغدور اطلق من مسافة قريبة واخترق الرأس من الخلف كما تسبب بتشوهات كبيرة في جمجمته .

وقال أحد الجيران لعكس السير" سمعنا صوت إطلاق النار حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء ، إلا أننا لم نعرف مصدره ، كما أننا تعودنا سماع مثل هذه الأصوات خصوصا ان معظم قاطني هذا الحي يملكون أسلحة ويقومون بإطلاق النار في السماء في كل مناسبة".

خبير قانوني " قانون العقوبات قد نص على ان يطبق جرم الاعدام في ذات المنطقة "

ومن جهته قال المحامي " علاء السيد " لـ عكس السير : " إن موجة الإجرام المتصاعدة بحلب خلال الأسبوع الماضي بحدوث ثلاث جرائم قتل بواسطة الأسلحة النارية وعلى الرغم من الجهود الملحوظة من رجال الأمن في سرعة كشف وقائع الجرم والقبض على المجرمين ، إلا أن الوقائع تشير إلى وجوب تكثيف الدوريات الأمنية ".

وتايع "السيد " : " أقترح إعادة تفعيل شرطة الحراسات التي كانت تضع حارسا ليلياً مسلحاً في كل منطقة وحارة ، وقد ألغيت مهمة هؤلاء الحراس الليليين مع بقاء قسم شرطة الحراسات المتواجد في باب الفرج حاليا بدون فعالية تذكر علما أن

المواطنين يدفعون ضريبة إلى مديرية المالية حتى هذا التاريخ تسمى ضريبة الحراسات والتي يجب أن يخصص ريعها لرواتب هؤلاء الحراس ".

واضاف " كما أقترح تسيير دوريات لرجال الأمن على دراجات نارية بحيث تكون أكثر فاعلية من دوريات السيارات لأنها تغطي أماكن اكثرا من تلك التي تغطيها السيارات ، وتسهل مطاردة المجرمين في حال الاشتباه بهم ".

وختم "ويجب الضرب بيد من حديد على كل من يخل بالأمن وسرعة تنفيذ العقوبات القانونية لتردع كل من تسول له نفسه ارتكاب هذه الجرائم الفظيعة ، وإن قانون العقوبات قد نص على ان يطبق جرم الاعدام في ذات المنطقة التي ارتكب فيها الجرم , ولا يتم تطبيق ذلك فعليا , بل تنفذ الأحكام داخل أسوار السجن المركزي , وإن العودة إلى تنفيذ أحكام الاعدام علانية وفي ذات مكان وقوع الجرم له تأثير إيجابي على المواطنين و لردع المجرمين ضعاف النفوس
".

اخصائية بعلم النفس " السارق أكثر من غبي "

وقالت الاخصائية بعلم النفس " هبة الأصفري " لـ عكس السير : " لا أريد أن اتكلم عن خصوصية هذه الجريمة لأننا إلى الآن لايوجد بين أيدينا تفاصيل كافية ، ولكن أريد أن أتوقف عند ظاهرتين بدتا منتشرتين في خلفية حوادث شوارعنا:فالظاهرة الأولى هي غياب حرمة وخصوصية القتل ، و من المستغرب أنه تتم عميات قتل في وضح النهار وفي مرأى من عيون الناس كما حدث أيضاً في جريمة مقتل الصائغ " التادفي " والأغرب أنها تمت بمقترب من موعد الصلاة "التي من المفترض أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر".

وتابعت " إضافة إلى الغباء في التخطيط الإجرامي فالشخص السارق ( أيا كان على خطأ ) فهو يسرق لسد حاجة من حاجاته وبالتالي يسرق لرفع مستوى معيشته (حسب تفكيره ) وهذا يجعله يغوص في مواد العقوبات في القانون ليتنبأ ماسيجري به في حال تم انكشاف أمره ، وبالتالي فهو أكثر الأشخاص الذي يعرف الفرق بين عقوبة السارق وعقوبة القاتل ، وهذا مايدفعه لتكريس ذكائه في التخطيط لإجرامه لكي يصل إلى هدفه المنشود وهو السرقة من دون أي التباسات ".

وختمت " وهذا مايختفي تماما في جرائمنا حيث (وإن أخطأنا في التعبير ) إن سارقنا ليس بمحترف بل هو للأسف أكثر من غبي يريد أن يرتقي بمستوى حياته عن طريق السرقة بعد أن يكون قد دفع حياته ثمنا لذلك ".

وكثرت في الآونة الأخيرة عمليات السلب المسلح في حلب ، وطالب مواطنون في اتصالات ولقاءات لعكس السير بتدخل كافة الأجهزة الأمنية مع وزارة الداخلية لملاحقة المطلوبين المسلحين ومنع استمرار هذه الجرائم .

وقال أحد المواطنين لـ عكس السير " نطالب بشن حملة واسعة لجمع الأسلحة الغير مرخصة الموجودة بحوزة المواطنين ".

يذكر ان فرع امن الدولة بحلب شن حملة لجمع الاسلحة الغير مرخصة عام 2007 حيث تم القبض على 700 شخصاً من متعاطي المخدرات وحملة الأسلحة ، الأمر الذي ترك أثرا إيجابيا وارتياحا عاماً لدى المواطنين[/size] .